الأم ماغي خزام

أول إعلام إنساني شرق أوسطي في أمريكا و العالم

...
ماغي-خزام-مقالات
الأم ماغي خزام​

الوصية الثالثة

الوصية الثالثة و اسم الإله [يهوه]

يهوه-مقالة

الوصيَّة الثَّالثة وردت في سفر الخروج 20 (7 لَا تَنْطِقْ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ بَاطِلًا، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ لَا يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِٱسْمِهِ بَاطِلًا.)
قبل أن نشرح كلمة “باطلًا”، يجب أن نعرف ما هو اسم الإله الحقيقي؛ حيث إنَّ الإله لم يُعرِّف عن نفسه في الكتاب المقدس ولا لمرةٍ واحدةٍ قائلاً: “أنا اسمي الله”، بل عرَّف عن اسمه لأنبيائه باسمٍ مُنعنا من تداوله باللغة العربية، ليجعلونا عبيدًا لـ(الله)، “إله قريش الوثني، ومرسل محمد نبي المسلمين”.
لنبدأ بكشف السِّرِّ المخفيِّ عنَّا، علينا أن نعود إلى الكتاب المقدَّس؛ فعندما ظهر الرَّبُّ الإله لموسى على شكل نارٍ في العلَّيقة، ورد في سفر الخروج 3 (15 قَالَ ٱلْإِلَهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ، إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا ٱسْمِي إِلَى ٱلْأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.)
لقد ورد اسم “يهوه” في الكتاب المقدَّس بالترجمة العربيَّة حوالي 14 مرَّة، بينما لو بحثنا عن الاسم في الكتاب المقدَّس باللغة العبريَّة، فسنجد أنَّه مذكورٌ أكثر من 4000 مرَّة، كما في:
– مزمور 83 (18 وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ ٱسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ، ٱلْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ.)
– إرميا 16 (21 «لِذَلِكَ هَأَنَذَا أُعَرِّفُهُمْ هَذِهِ ٱلْمَرَّةَ، أُعَرِّفُهُمْ يَدِي وَجَبَرُوتِي، فَيَعْرِفُونَ أَنَّ ٱسْمِي يَهْوَهُ.)
– هوشع 12 (5 وَٱلرَّبُّ إِلَهُ ٱلْجُنُودِ يَهْوَهُ ٱسْمُهُ.)
– عاموس 5 (8 اَلَّذِي صَنَعَ ٱلثُّرَيَّا وَٱلْجَبَّارَ، وَيُحَوِّلُ ظِلَّ ٱلْمَوْتِ صُبْحًا، وَيُظْلِمُ ٱلنَّهَارَ كَٱللَّيْلِ. ٱلَّذِي يَدْعُو مِيَاهَ ٱلْبَحْرِ وَيَصُبُّهَا عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ، يَهْوَهُ ٱسْمُهُ.)
– إرميا 33 (2 «هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ صَانِعُهَا، ٱلرَّبُّ مُصَوِّرُهَا لِيُثَبِّتَهَا، يَهْوَهُ ٱسْمُهُ)،
– سفر القضاة 6 (24 فَبَنَى جِدْعُونُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَاهُ «يَهْوَهَ شَلُومَ».)
وصولًا إلى العهد الجديد، إلى يسوع المسيح، فإنَّ “يسوع” أو “يشوع” من “يهوه شوع”، تعني: “الإله يخلِّص” أو “المخلِّص”، كما ورد في إنجيل متَّى 1 (21 فَسَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».)
كما نلاحظ اليوم أنَّ أسماء أطفالنا لا تزال مرتبطة باسم “يهوه”، مثل:
– “يُوحنَّا” وتعني “يهوه حنَّان”.
– “إيليَّا” وتعني “إلهي يهوه”.
– “أبيَّا” وتعني “أبي هو يهوه”.
وصولًا إلى لفظ “هلِّلويا” – الذي يُردَّد في الكنائس دون فهم معنى الكلمة – وتعني “هلِّلوا ياه”، أي “سبِّحوا يهوه”، حيث إنَّ “يا” و”ه” يُعبِّران عن اختصار كلمة “يهوه” في اللغة العبريَّة.

يأتي السؤال الآن: هل يقتصر اسم “يَهوه” على 3500 عام فقط، منذ أن أعلنه الرَّبُّ لموسى؟
الإجابة بالطبع: “لا”.
في سفر التكوين 22 (13 فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ ٱلْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ٱبْنِهِ. 14 فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ ٱسْمَ ذَلِكَ ٱلْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ ٱلْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ ٱلرَّبِّ يُرَى».)
وأيضاً – قبل موسى – ذُكر على لسان ليئة في سفر التكوين 29 (35 وَحَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَقَالَتْ: «هَذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَحْمَدُ ٱلرَّبَّ». لِذَلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ «يَهُوذَا».) ويهوذا معناه “شكر الإله”.
وأيضًا، اسم والدة موسى كما في سفر العدد 26 (59 وَٱسْمُ ٱمْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ) و”يوكابد” يعني “مجد يهوه”.
فإذًا، كان اسم “يهوه” مُعلنًا منذ القِدم لأنبياء إسرائيل، ولكن لم يكن معروفًا للتداول بين عامة الشعب؛ إذ كان الاسم المتداول هو “القدير” (إيل شادَّاي)، أي “القادر على كل شيء”، كما ورد في:
– سفر الخروج 6 (3 وَأَنَا ظَهَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي ٱلْإِلَهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِٱسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.)
– سفر التَّكوين 17 (1 وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ٱبْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً ظَهَرَ ٱلرَّبُّ لِأَبْرَامَ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا ٱلْإِلَهُ ٱلْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلًا).
فإذاً، “الإله القادر” أو “القدير” هو صفة من صفات الإله، أمَّا “يهوه” فهو الاسم الذي يدلُّ على الإله الخالق، القادر، الذي تجاوزت أسماؤه المئة وصف في الكتاب المقدَّس.

أمّا مصطلح “الله”، فقد أُدخل حديثًا إلى الكتاب المقدس عندما تمت ترجمته إلى العربية على يد “فان دايك” قبل نحو 150 عامًا فقط.
وقبل ذلك، لم يكن أيُّ مسيحيٍّ ينطق اسم “الله”، سوى نصارى شبه الجزيرة العربية، مسايرةً لعبيد الأوثان في قريش وما حولها أيام الجاهلية، حيث كانوا – وما زال أحفادهم – يقتلون كل من لا يعبد “الله” هذا، الذي أوصاهم بقتل كل من لا يؤمن به.

لفظ ( الله ) هو لفظ عمره 1400 عام كإله خالق، بينما كان يُستخدم في السابق عند العرب الوثنيين كمعبود لهم، كمثال على ذلك: أبو رسول الإسلام كان وثنياً واسمه عبد الله، ف”الله” هذا هو فقط معبود العرب المسلمين، وهو عبارة عن ( إشراك آلهة ) أي خلط لأسماء آلهة مختلفة تحت ستار التوحيد، حيث دمجوا “إلوهو” الآرامي مع “إيل” العبري، مع “اللات” و”العزّى” آلهة قريش، فكان الاسم “الله” ليجمع ويوحّد جميع هذه الآلهة.

وبدلًا من لفظ “إِلاه”، الذي قاله المسيح على الصليب: “إلهي، إلهي”، والذي ورد مئات المرات في الكتاب المقدس، قام صانعو الدين الإسلامي بإضافة ألف التعريف، لتصبح “الله”، بحيث يظن السامع أن “إله” و”الله” من الجذر ذاته، ولن يدرك أحدٌ أنَّه يعبد إلهًا وثنيًا، بعيدًا كل البعد عن الإله الحقيقي.
الجدير بالذكر أنَّ فان دايك — الذي أدخل لفظَ “الله” في الترجمة العربية للكتاب المقدس — كان قد نال على ذلك عدّة جوائز من السُّلطان العثماني المسلم، ولا يجب أن يخفى على أي مسيحيٍّ أنه كلّف الشيخ يوسف الأسير الأزهري المسلم بالعمل معه على التَّدقيق اللغوي (وهذا يفسر الكثير عن سبب وجود أخطاء لغوية في التشكيل؛ لا يُستبعد أن تكون قد وضِعت عمدًا لمحاولة وضع عثرات وشبهات على الكتاب المقدس للقارئين باللغة العربية) وبهذا نفهم تمامًا كيف ولماذا تم وضع اسم “الله” بدلاً من “الإله” أو “إلوهيم” أو “إيل”.
ونفهم أيضًا كيف تمّ تجهيل المسيحيين عن معبودهم، ليجعلوهم عبيدًا لـ”الله” القريشي، تمهيدًا لمخطط توحيد البشر تحت إله هذا الدهر (الشيطان)، كما سبق وأنبأنا سفر الرؤيا.
نعود الآن إلى الوصية لنفهم معنى ألا ننطق اسم إلهنا باطلاً. نطق اسم الرَّبِّ الإله باطلاً يعني أمرين: الأول الحلف كذبًا، والثاني لفظ الاسم بطريقة لا تليق. يقول الرَّبُّ الإله في سفر اللاويين 19 (12 وَلَا تَحْلِفُوا بِٱسْمِي لِلْكَذِبِ، فَتُدَنِّسَ ٱسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا ٱلرَّبُّ) وشدد الرَّبُّ يسوع في الإنجيل على ضرورة الامتناع عن الحلف، متى 5 (34 لَا تَحْلِفُوا ٱلْبَتَّةَ، لَا بِٱلسَّمَاءِ لِأَنَّهَا كُرْسِيُّ ٱلْإِلَهِ، 35 وَلَا بِٱلْأَرْضِ لِأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلَا بِأُورُشَلِيمَ لِأَنَّهَا مَدِينَةُ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيمِ. 36 وَلَا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لِأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37 بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ) ربما يظن البعض أنهم يستطيعون أن يحلفوا كذبًا بالله طالما هو مجرد اسم آلهة وثنية، فيجيبنا الإله في سفر يشوع 23 (7 وَلَا تَذْكُرُوا ٱسْمَ آلِهَتِهِمْ، وَلَا تَحْلِفُوا بِهَا، وَلَا تَعْبُدُوهَا، وَلَا تَسْجُدُوا لَهَا) وإن اضطررنا للحلف في محكمة أو أثناء الشهادة في قضية، فلنحلف بإلهنا بصدق، حيث سمح لنا الإله بذلك في سفر التثنية 6 (13 الرَّبّ إلَهَكَ تَتّقي، وإيِّاهُ تَعْبُدُ، وباسْمِهِ تَحْلِفُ).
أما عن المعنى الثاني للوصية وهو عدم ذكر الاسم بما لا يليق، وليتجنب اليهود أن يلفظوا اسم الإله باطلاً، امتنعوا عن تداول اسم يهوه بتاتًا، حتى في التوراة تم اختصار الاسم إلى “ياه” و”يِ” — كما سلف وأشرت — كي لا تتم الإساءة للاسم بدون قصد (على سبيل المثال في اللغة العربية يقولون “سبحانه”، وهنا الهاء دلالة على الله).
كما يستبدل اليهود اسم يهوه بـ “أدوناي”، “ألشدّاي”، “هاشيم”، “ألوهيم” تجنبًا للوقوع في خطأ لفظ الاسم بطريقة لا تليق، حيث ورد في سفر الخروج 20 (7 لِأَنَّ ٱلرَّبَّ لَا يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِٱسْمِهِ بَاطِلًا) وكما يحدث مع لفظ “الله” باللغة العربية حيث بات اللفظ مستخدمًا في الدبكة الشعبية وأثناء الإعجاب بالرقص في الملاهي الليلية، ناهيك عن الكفر أو التجديف على لفظ الله المتداول باللغة العربية.
وهذا يجيب عن سؤال قد يخطر للبعض: لماذا سمح الإله لفاندايك والبستاني بتغيير الاسم؟ الجواب ببساطة لكي يمنعنا من استخدام اسم “يهوه” بطريقة لا تليق، كما يحدث للفظ “الله”! ولكنه في الوقت ذاته ترك لنا الإله “يهوه” شواهد بآيات كتابية تشير لنا إلى اسمه الحقيقي.

استغلّت الماسونية (أو ما يعرف بالقوى العالمية) وجود آيات في الكتاب المقدس عن شهود للإله، حيث يقول الرَّبُّ الإله: “أنتم شهودي”، كما جاء في الإنجيل حسب لوقا 24 (48 وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) وتم تأسيس جماعة شهود يهوه، حيث جعلوا الاسم متداولًا، ولكن بطريقة مسيئة من خلال طائفة تشوّه الإيمان المسيحي من حيث أنها تشبه الطوائف الإسلامية.

من المهم جداً معرفة اسم الإله الحق الذي نعبده، حتى لا نقول “آمين” لكل اسم إلهٍ غريب. وإياك أن تظن أن الإله سيرحمك لو استمريت بلفظ اسم الوثن “الله”، لأنك لمّا لم تكن تعرف ما كانت عليك خطية، أما الآن فبعد أن عرفت فخطيتك قائمة.
هل تقبل أن يناديك أحدٌ عمداً باسم آخر؟ ألا تعتبرها إهانةً لك؟ فكيف تتوقع أن يقبلها الإله منك؟ ألا تصحو وتنتبه لما يعانيه عبيد “الله” من لعنات وأمراض وقصر أعمار؟

26 / آب / 2020

مع الأم ماغي خزام