الأم ماغي خزام

أول إعلام إنساني شرق أوسطي في أمريكا و العالم

...
Maggie Khozam Articles
الأم ماغي خزام

الإسقاط النجمي ( تجربة الخروج من الجسد )

بعض-ضحايا-الإسقاط-النجمي

تقوم نظرية الإسقاط النجمي على أن لكل إنسان جسدان: الجسد المادي الملموس، والجسد الروحي، ويدّعي أتباع هذا الفكر أنهُ بواسطة ممارسات معينة، يمكن للجسد الروحي ( الروح ) الخروج من الجسد المادي لرؤية عوالم أخرى، ثم العودة فيما بعد.
ممارسي الإسقاط النجمي نوعين: هواة التسلية، من تبصير وأبراج و طاقة وشاكرات .. إلخ أو من يؤلهون ذواتهم، ويريدون أن يجعلوا لأنفسهم مواهب وقدرات تفوقُ الطبيعة دون أن يكونوا مؤمنين بالرب الإله، وبدون حتى أن يصلّوا.

أنواع الإسقاط النجمي:
1-
الحلم الواعي :
هو قدرة الشخص على التحكم بحلمه مع معرفته انه يحلم و قدرته على قياادة أحداث و شخصيات حلمه كيفما شاء.
2- التخاطر :
يدعي أشخاص أنهم قادرون على إيصال رسائل أو معلومات أو مشاعر معينة لشخص آخر في بلد آخر، بدون أي تواصل جسدي مباشر.

3- الرؤية عن بُعد:
يدّعي البعض انهم قادرون على رؤية ما يحدث في مكان آخر أو في كوكب آخر بينما جسدهم ثابت في مكانهِ.
4- خروج الروح من الجسد:
هذا هو النوع الأخطر من الإسقاط النجمي وله أيضاً ثلاثة أنواع:
1_
الإسقاط النجمي القسري : حيث يتم خروج الروح من الجسد دون ارادة الشخص _ في الحوادث مثلاً_ حيث يدّعي أصحابه أنهم صعدوا إلى السماء، أو أنهم خرجوا إلى عوالم ثانية ورأوها، ثم عادوا إلى أجسادهم مرة أخرى.

2_ الإسقاط اللاواعي : يتم هذا النوع حين يفقدالانسان شعوره بالوقت لبرهة، على سبيل المثال حين تسافر بالطائرة، فتقوم بإغماض عينيه، ويبقى عقلك مستيقظاً، لكنك تأخذ مدة قصيرة من النوم .
3_ الإسقاط النجمي الكامل: يقوم اتباع الاسقاط النجمي بالتدرب للوصل للكامل حيث يطلب منهم التأمل وإجراءات عديدة كخلع الإكسسوارات، ارتداء ملابس فضفاضة، الإصغاء للموسيقى، وصولاً لتعاطي المخدرات.
فيبدأون بالتأمل ثم يتدربون على الحلم الواعي، ثم ينتقلون فيما بعد إلى مرحلة الإسقاط النجمي، والذي من خلاله تخرج أرواحهم من أجسادهم، لكن ووفق إيمانهم يبقى هناك خيط رفيع بين الروح والجسد لتتمكن الروح من الرجوع للجسد مرة أخرى.

تاريخ الإسقاط النجمي :
لم يتم معرفة متى بدأ فكر الاسقاط النجمي و لكن أقدم التصاوير تدل على أن الفراعنة آمنوا به حيث نشاهد في الرسومات الفرعونية جسداً ممدداً لانسان بينما روحه تطير حول جسدهِ الممدد، أيضاً إشارة اليدين المرفوعتين أعلى الرأس، والتي تشير لانفتاح على القدرات الإلهية.
أيضاً في الديانة الهندوسية نلاحظ في كتاب مهابهاراتا، ممارسات عديدة لرهبان الهندوس قديماً وحديثاً للإسقاط النجمي بل ينال ممارسيه كرامات في أعين الناس، مثلاً “درونا” هو أحد قديسي الهندوس الذي قيل عنهُ_ وفق أساطيرهم _ بأن روحه كانت تخرج منه كي تذهب للاطمئنان على ابنهِ إن كان ما زال على قيد الحياة ثم تعود لجسده من جديد.
وكذلك الأمر في الحضارتين الصينية واليابانية حيث يوجد في الصين “الحضارة الطاوية”، بينما في اليابان يسمونه “ايكيديو” حيث يؤمنون أنه ان كان لديك عدو، تستطيع روحك أن تخرج من جسدك لتذهب وتلعنه أو تؤذيه عوضاً عنك.
كما أن للإسقاط النجمي مدارس مختلفة كالهرمسية والثيوصوفية.
وعلى اختلاف أسماء الآلهة من هندوسية وبوذية وفرعونية تبقى حقيقة واحدة و هي أن الإسقاط النجمي يقودك لاتباع إله آخر.

رأي العلم في الإسقاط النجمي :
ينفي العلم نفياً قاطعاً وجود ما يسمى بالإسقاط النجمي ويعتبرهُ مجرد تخيلات وهلوسات نتيجة التحفيز المبالغ به للدماغ، حيث يقوم الشخص بالتأمل مع الحفاظ على عقله واعياً حيث يضع منبهاً بجانبه ليساعده على العودة من العالم الآخر، وهو بذلك يدفع دماغه لتخيُّل عالم آخر، وهذا يشابه الجهد العضلي الزائد الذي قد يتسبب بمشاكل كارثية للجسد، أيضاً الجهد الدماغي قد يتسبب بأمور لا شفاء منها.
على ماذا اعتمد العلماء لينفوا صحة او وجود الإسقاط النجمي؟
قام العلماء بالتدقيق و البحث في معلومات أتى بها أشخاص يدعون أنهم من متمرسي الإسقاط النجمي، على سبيل المثال إنجو سوان الذي ادّعى أنهُ وصل بالروح الى كوكب المشتري سنه 1978، و جاء ب 65 معلومة مجهولة عن كوكب المشتري، وبعد تحقق العلماء من هذهِ المعلومات، وجدوا 30 معلومة كاذبة، 11 معلومة صحيحة لكنها متوفرة في الكتب، و باقي المعلومات لا يمكن التأكد منها عدا معلومة واحدة صحيحة، و بناء على عدم صحة تجربة إنجو و عدد كبير من مدعي خروج الروح من الجسد، فشلت نظرية الإسقاط النجمي علمياً.

ان بحثت عن الإسقاط النجمي ستجد عشرات و ربما مئات المقالات التي تشد فضولك لممارسته و لكنك لن تجد مقالاً يخبرك عن ضحاياه ..
و هذا ما سأُحدثكم عنه في سطور :
• في عام 2017 قام دكتور اسمه كاديل راجا بقتل والدته الطبيبة ووالده، وأخته بفأس كان قد اشتراه من أمازون، وكان كل يوم يقوم بإحراق جثثهم الواحدة تلو الأخرى في حوض الحمام، وعندما فشل باخفاء جريمته، ‏قام بإحراق البيت كاملاً ‏ليخفي ‏ثم هرب، وعندما تم القبض عليه، ‏اتضح أن لديه ممارسات ‏شيطانية، وأنه كان يمارس الإسقاط النجمي.

• ‏أيضاً في سنة 1997 وجدت الشرطة جثثاًُ لتسع وثلاثين شخصاً‏، كانوا قد قاموا بتسجيل ‏فيديو بالتناوب يخبر كل واحد منهه فيه أنهم على أهبة الاستعداد لرؤية أجسام طائرة، وكشفت التحقيقات أنهم كانوا من متعاطي المخدرات و ممارسي الإسقاط النجمي وربما كانت هذه عبارة عن ممارسة جماعية للإسقاط النجمي أدّت إلى وفاة الجميع.
• ‏فتاة مراهقة هندية قامت بشنق نفسها، وعثروا في غرفتها على كتب وفيديوهات عن الإسقاط النجمي.
• أيضاً صعق أهل حلب / سوريا بخبر وفاة فتاة، كانت قد ‏أخبرت صديقتها ليلة وفاتها أنها ستجرب الإسقاط النجمي.

خطورة الإسقاط النجمي :
الإسقاط النجمي ليس بتسلية على الإطلاق، بل هو من الخطورة بأن يودي بحياتك و بأفضل أحواله قد يؤدي لهلوسات أو فقدان الاتصال بالواقع مجدداً ، وقد يؤدي إلى شلل أو نزيف في الدماغ.

الإسقاط النجمي و الأديان:
هناك تحريم قاطع للإسقاط النجمي عند كل من اليهود والمسيحيين، أما عند المسلمين فمجرد البحث باللغة العربية عن “الإسقاط النجمي” في محركات البحث ستجد أن كل معلميّ وممارسيّ ومدربيّ الإسقاط النجمي هم من المسلمين، لا نجد بينهم ولا أي شخص واحد مسيحي على الإطلاق، ويعود السبب بذلك إلى حادثة يدعي المسلمون أنها حدثت مع رسول الإسلام محمد، في حين يؤكد مفكرون عرب على أن حادثة الإسراء و المعراج هي نوع من الإسقاط النجمي، حيث يقال في الإسراء أن محمد ركب على دابّة مجنحة، لم يتم تحديد إن كانت حصاناً أو حماراً، وطار من السعودية إلى اسرائيل الى مسجد لم يكن موجوداً في عصره اسمهُ المسجد الأقصى وصلّى فيه ثم عاد ، ويقول باحثون أن الحادثة بمجملها لا تتعدى أن تكون إسقاطاً نجمياً لعدة أسباب منها:
1- عدم وجود شهود حيث أن محمداً هو من رواها دون أدلة.
2- تشابه المركوب مع ممارسي الإسقاط النجمي اليوم، حيث تجد منهم أيضاً من ركب نسراً أو حصاناً مجنحاً أو غيمة كما ركب محمد وفق قوله البراق ( الدابة المجنحة )
3- الوجهة التي ذكرها رسول الإسلام محمد لم تكن موجودة آنذاك، فلم يكن قد بُنيَ بعد ما يُدعى اليوم بالمسجد الأقصى و لم يستطيع المسلمون عبر 1600 عام اثبات وجوده تاريخياً، أضف الى أنه لو كان موجوداً فلماذا لم يصلي فيه المسلمون في عهد محمد ؟
حاول شيوخ المسلمين الرد على المفكرين بآية من القرآن تقول: “و الذي أسرى بعبدهِ” فقالوا أن كلمة عبده تعني ان محمداً انتقل بالجسد والروح، و لكن فشلت حجة الشيوخ حيث أسرى بعبده ليلاً قد تكون في الخيال او في الحلم لا أكثر بالطبع ولذلك تجد معظم اتباع الإسقاط النجمي من المسلمين على اختلاف طوائفهم.

الإسقاط النجمي في الإيمان المسيحي :
يعتبر الإسقاط النجمي مرفوضاً في الإيمان المسيحي و يغيظ الرب الإله، حيث منعنا الكتاب المقدس من الاقتراب من العالم الروحي في التثنية 18 تحت عنوان (الممارسات البغيضة) (10 لَا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ٱبْنَهُ أَوِ ٱبْنَتَهُ فِي ٱلنَّارِ، وَلَا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلَا عَائِفٌ وَلَا مُتَفَائِلٌ وَلَا سَاحِرٌ، ١١ وَلَا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلَا مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلَا مَنْ يَسْتَشِيرُ ٱلْمَوْتَى. ١٢ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ.)
ويعتبر المسيحيون أنه لو كان هناك ما يسمى بالإسقاط النجمي لكانت الدول استعملته لأغراض التجسس، او لكان العلم وفر مبالغ باهظة باستخدام الإسقاط النجمي للوصول الى الفضاء بدل الرحلات الفضائية المكلفة.
الإسقاط النجمي عدا عن كونه أوهاماً و هلوسات هو مجرد تسلّط شيطاني حيث اتفق كل من حاولوا تجربته أنهم بعد تأملهم وفي بداية رحلتهم المنتظرة بالروح كانوا يشاهدون شخصاً أسوداً جالساً بجانبهم و هو ما أوقف الكثيرين عن المتابعة، عرفوا تماماً أنه الشيطان الذي ينتظر أن تسلمه نفسك بتأدية طقوس معينة، ستصبح في يده ليسلط عليك أرواحاً مضلة تشعرك أنك تنتقل لعوالم أخرى، ولكن بعدها سيصعب عليك الرجوع لأنك فتحت قلبك ليسكن فيه الشيطان.
في المسيحية لسنا محتاجين لمواهب شيطانية مزيفة تفقدنا سلامنا و نومنا و عقلنا و ربما حياتنا بل لدينا معجزات حقيقية أهم وأعمق بكثير، واختطاف ليس بالروح فقط، بل الروح والجسد معاً، و بينما يسعى عبيد الآلهة الأخرى لاقتناء مواهب روحية بترديد صلوات أو من خلال ممارسات وتأملات، يهبنا الروح القدس المواهب والعطايا مجاناً، وبينما يقدم لهم الشيطان الأكاذيب و الضلال ويسلبهم لكن إرادتهم مسبباً الأرق وصولاً لجنون وهلوسات، يقدم لنا الرب الإله عطايا مجانية مع حكمة إلهية تزيدنا معرفة.

حوادث الاختطاف في الكتاب المقدس:
1 _ اختطاف بولس الى السماء الثالثة ( الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح 12 ).
2 _ اختطاف حزقيال ليتنبأ على الموتى ( حزقيال 37 )
3 _ اختطاف فيلبس بعد تعميده للخصي الحبشي ( أعمال الرسل 8 )
4 _ روح الرب يأخذ إيليا النبي من مكان لآخر ( الملوك 1 الإصحاح 18 )
نستنتج أن عطايا الرب الإله تُعطى بقوة و سخاء وبشهود عيان ولمهام يوكلها الرب الإله لخدامه، ولكننا لا ننالها بحسب أهوائنا و رغباتنا و لا لغرض التسلية و لا بصلاة أو طلبة بل الرب يمنحها لمن يشاء بحسب منفعة الكنيسة و المؤمنين.
يحذرنا الرب الإله في (اللاويين 20 ) و ( التثنية 12) من عبادات الأمم، والانجراف وراء ممارساتهم الرديئة، لأن ثمنها غالٍ جداً، فهؤلاء الذين انتحروا لم يخسروا الأرض وحسب، بل خسروا أبديتهم أيضاً.
والختام مع أفسس 6: (10 أَخِيرًا يَا إِخْوَتِي، تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. ١١ ٱلْبَسُوا سِلَاحَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. ١٢ فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ ٱلرُّؤَسَاءِ، مَعَ ٱلسَّلَاطِينِ، مَعَ وُلَاةِ ٱلْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا ٱلدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ ٱلشَّرِّ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ. ١٣ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ٱحْمِلُوا سِلَاحَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا. ١٤ فَٱثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِٱلْحَقِّ، وَلَابِسِينَ دِرْعَ ٱلْبِرِّ، ١٥ وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِٱسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ ٱلسَّلَامِ. ١٦ حَامِلِينَ فَوْقَ ٱلْكُلِّ تُرْسَ ٱلْإِيمَانِ، ٱلَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُلْتَهِبَةِ.)
دمتم بخير.. ثابتين في الرب يسوع المسيح إلى وقت مجيئه، آمين.

24 / تموز / 2021

الإسقاط النجمي مع ماغي خزام