الفرق بين يسوع المسيح و عيسى القرآن
الفروقات بين يسوع المسيح وعيسى بن مريم بالأدلة الكاملة
هل خطر على بال أحدكم أن يكون يسوع وعيسى هما شخصيتين مختلفتين تماماً؟
إليكم بعض الأدلة:
1- الاسم:
أ. لفظ الاسم: اسمه عيسى في القرآن – سورة آل عمران 45: “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا وفي الآخرة ومن المقربين”.
بينما في الإنجيل الذي كتب قبل القرآن بمئات السنين متى 1 (21 فَسَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ).
يبرر شيوخ المسلمين هذا التحريف المتعمد بالاسم أن يسوع باليوناني ايسوس، وبالعربية جعلوه عيسوس، وعيسوس أصبحت عيسى على وزن موسى وحولوه بالتالي من يسوع إلى عيسى، ولكن هذا التبرير ضعيف حيث أن العربية تشتق مصطلحاتها من العبرية و الآرامية او السريانية و لم يسبق أن اشتقت من اليونانية، أيضاً عيسى و ايسوس لا جذر مشترك لهما.
هناك نوع آخر من الشيوخ كانوا أكثر صراحة في كرههم لاسم يسوع المسيح فيقولون أن اليهود أسموه عيسو على اسم ابن إسحاق الذي باع البكورية ليعقوب، ويعتبر الابن المغضوب الذي لم ينل بركة أبيه في العهد القديم، فيدّعي هؤلاء الشيوخ الإسلاميين أن عيسى مثل عيسو، أيضاً هذا التبرير يفتقد للأدلة التاريخية فاسم يسوع بالعبري هو يشوع (يهوه شُع) أي الإله يُخلص [المخلص] و لا يوجد مرجع يهودي واحد أطلق اسم عيسو على يسوع.
ب. الفهم القاصر للاسم:
بالعودة إلى سورة آل عمران “يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح”، فالفهم الإسلامي للمسيح أنه الاسم، لكن في حقيقة الأمر المسيح هو اللقب، وهذه الاختلافات الجوهرية تساعدنا بفهم الأخطاء التاريخية العديدة التي وقع فيها القرآن ومنها اسم المسيح.
ج. ركاكة البشارة:
في القرآن عندما ظهر الملاك جبريل لمريم وقال لها “يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم”، لماذا يقول لها ابن مريم وهو يخبرها شخصياً بذلك، يكفي أن يقول لها الملاك يبشرك بابن له اسمه عيسى.
على سبيل المثال: اسمك حسن وأخاطبك بالقول: ليرزقك الله ابناً اسمه مهند بن حسن، في حين أنه يكفي أن أقول ليرزقك الله ابناً اسمه مهند.
هنا نفهم أن كاتب القرآن تعمّد تشويه اسم يسوع وجعله ابن امرأة ليقال عنه بن مريم بينما العرب لا يتكنون بأسماء أمهاتهم إلا ان كانوا يودون تحقير شخص فينادوه يا ابن فلانة.
2- معنى اسم عيسى:
يدّعي المسلمون أنهم أكرموا عيسى أكثر من المسيحيين، فدعونا نقرأ بعض أدلة التكريم المزعوم:
في الراغب الأصفهاني بالصفحة (596) الطبعة الرابعة لدار القلم يقول:
عيسى اسم علم يقال عنه بالعربية بعيرٌ أعيس، ناقةٌ عيساء، وجمعها عيس وهي إبل بيض يعتري بياضها ظلمة، فاسم عيسى يطلق على الحيوانات، أو من العَيْس وهو ماء الفحل.
فهنا يتضح جلياً الإهانة المتعمدة ليسوع المسيح بتحريف اسمه وجعله اسم يطلق على ألفاظ قذرة أو على الحيوانات.
بينما المعنى الحقيقي لاسم يسوع، متى 1 (21 فَسَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ».) إذاً يسوع تعني المخلّص لأنه يخلّص الشعب من الخطايا.
وتغيير الاسم المقصود به إبطال معنى الخلاص ليساعدهم على إبطال قيمة يسوع المسيح وجعله نبياً مثل محمد.
يدّعي شيوخ الإسلام أن القرآن لا يقبل مصطلحات أعجمية، وأن أي اسم أعجمي كان أجدادهم يقومون بتحويله إلى اللغة العربية لسهولة فهمه ولذلك حولوا يسوع الى عيسى.
لكن القرآن ذاته يكشف خداعهم ومراوغتهم حيث يوجد أسماء أعجمية لا حصر لها في القرآن
(أليسع، جبريل، ميكال، عاد، أرام، لوط، اسحاق، طالوت، جالوت، المجوس، هاروت، وماروت) جميعها أسماء ليست عربية، ومع ذلك بقيت كما هي، وهذا دليل إضافي أن تحريف اسم يسوع إلى عيسى لم يتم إلا لإهانة اسمه القدوس.
3- الفرق بين مريم العذراء و مريم أم عيسى:
أ. خطأ جغرافي : ذُكِر في القرآن عن ولادة مريم: “فاجأها المخاض إلى جذع النخلة”، ونعلم جيداً أن فلسطين منطقة ساحلية، ليست منطقة صحراوية، فكيف سيكون فيها شجر نخيل قبل ألفي عام، وهذا أول خطأ جغرافي وعلمي، حيث أن المنطقة الساحلية تشتهر بالحمضيات ولكن المسلمين دأبوا منذ مئات السنين على جعل الواقع يطابق القرآن ليثبتوا صحة المكتوب فقاموا بتشجير فلسطين بالنخيل ليثبتوا ادعاء قرآنهم أن العذراء استندت لشجرة نخل بالإضافة إلى خيال علمي خصب يجعل امرأة ضعيفة حامل في شهرها التاسع تستطيع هز جذع شجرة نخيل بيدها لتأكل منها.
ملاحظة: الإنجيل ذكر سعف النخل وليس النخيل لمن قد يختلط عليه الأمر والنخل شجر قصير للزينة ينمو في المناطق الصحراوية والغير صحراوية، وهذا جعل شيوخ الإسلام يحاولون خلط النخل بالنخيل ليرقّعوا خطأ الآية القرآنية، ولكنهم عادوا وفشلوا لأن النخل لا تمور فيه.
ب. خطأ تاريخي:
يقول مؤلف القرآن في سورة مريم:
“فأتت به قومها تحملهُ قالوا يا مريم لقد جئتي شياً فريّا، يا أخت هرون ما كان أبوكِ إمرأ سوءٍ وماكانت أمكِ بغيّا”..
وهنا نفهم أن القرآن يتحدث عن ابنة عمران وأخت هارون وليس عن العذراء مريم ابنة هالي أو يقال عنه يواكيم ولا إخوة ذكور عندها.
هنا نفهم كيف أختلط على مؤلف القرآن قصتين إحداهما سبقت الأخرى ب 1500 عام
حيث نجد القصة الحقيقية في التوراة سفر الخروج 6 (20 وَأَخَذَ عَمْرَامُ يُوكَابَدَ عَمَّتَهُ زَوْجَةً لَهُ. فَوَلَدَتْ لَهُ هَارُونَ وَمُوسَى. وَكَانَتْ سِنُو حَيَاةِ عَمْرَامَ مِئَةً وَسَبْعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً.) وفي العدد 26 (59 وَٱسْمُ ٱمْرَأَةِ عَمْرَامَ يُوكَابَدُ بِنْتُ لَاوِي ٱلَّتِي وُلِدَتْ لِلَاوِي فِي مِصْرَ، فَوَلَدَتْ لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا.)
يحاول شيوخ الإسلام عبثاً أيضاً ترقيع لفظ أخت هارون فيقولون هو معنى مجازي فقط كان يطلقه اليهود آنذاك على من يريدون نعته إيجاباً أو سلباً فلذلك قالوا يا اخت هارون لتشبيهها به، وهذا الكلام غير صحيح لغوياً ولا تاريخياً، حيث أننا نحن و اليهود عندما نعت أحد بوصف ايجابي او سلبي نقول له يا ابن فلان، فنقول مثلاً نحن أبناء إبراهيم، لا نقول نحن أخوة إبراهيم، نقول يا أبناء هارون، لا يصحّ القول يا أخوة هارون.
ولو أردنا أن نتغاضى عن لفظ اخت هارون يبقى لدى الشيوخ معضلة لا حل لها وهو كيف جعلوا مريم ابنة لعمران / عمرام الذي سبقها بالحياة على الارض بما يزيد ال 1500 سنة؟
أمر آخر يثبت أن كاتب القرآن اختلطت عليه شخصية مريم العذراء ومريم أخت موسى وهارون حيث يقول في القرآن: “فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً فاجأها المخاض إلى جزع نخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً”.
وكما هو معروف في الكتاب المقدس أن العذراء مريم تزوجت شرعاً وقانوناً أمام الناس من يوسف النجار حين قال له الملاك متى 1: 20 (يَا يُوسُفُ ٱبْنَ دَاوُدَ، لَا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ) فلا يوجد سبب واحد يجعلها تشعر بالعار حين ولادة يسوع حيث أنها و يوسف يعرفان انه ابن العلي و الشعب ظاهرياً يعرف أن يوسف رجلها تزوجها وهي في بيته.
ولنفهم من أين أتى مؤلف القرآن بقصة العار لمريم علينا أن نعود لحقبة مريم ابنة عمرام في التوراة _ سفر العدد 12 تحت عنوان مريم وهارون ينتقدان موسى: (1 وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى بِسَبَبِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْكُوشِيَّةِ ٱلَّتِي ٱتَّخَذَهَا، لِأَنَّهُ كَانَ قَدِ ٱتَّخَذَ ٱمْرَأَةً كُوشِيَّةً.)
وكانت مريم تسخر من موسى (9 فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَيْهِمَا وَمَضَى. 10 فَلَمَّا ٱرْتَفَعَتِ ٱلسَّحَابَةُ عَنِ ٱلْخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَٱلثَّلْجِ. فَٱلْتَفَتَ هَارُونُ إِلَى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ.)
ضُرِبت مريم بالبرص، وكان البرص في العهد القديم رمزاً للعنة والنجاسة ويعزلون الأبرص خارج القبيلة.
العدد 12 (11 فَقَالَ هَارُونُ لِمُوسَى: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، لَا تَجْعَلْ عَلَيْنَا ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي حَمِقْنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا. 12 فَلَا تَكُنْ كَٱلْمَيْتِ ٱلَّذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِلَ نِصْفُ لَحْمِهِ». 13 فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى ٱلرَّبِّ قَائِلًا: «ٱللَّهُمَّ ٱشْفِهَا». 14 فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى: «وَلَوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقًا فِي وَجْهِهَا، أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ ٱلْمَحَلَّةِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ تُرْجَعُ».)
وهنا نستطيع أن نفهم كيف اختلط الأمر على مؤلف القرآن فظن أن مريم أم يسوع هي التي خجلت أمام قومها وانتبذت مكاناً قصياً في الصحراء وهذا يبرر وجود نخيل وتمر لأن مريم أخت موسى وهارون كانت في صحراء سيناء تشعر بالعار لأنها أُصيبت بالبرص.
4- طفولة عيسى المختلفة عن طفولة يسوع:
ذُكر في القرآن أن عيسى نطق في المهد، وإذا بحثنا في الإنجيل الذي تناول ذكر المعجزات الكثيرة التي قام بها الرب يسوع المسيح، لكنه لم يذكر أبداً أن يسوع نطق في المهد، بل يذكر الإنجيل أن طفولة يسوع كانت كباقي الأطفال، والأدلة على ذلك كثيرة ومنها عندما فُقِد في عمر 12 سنة وبحثت عنه مريم مع يوسف لثلاثة أيام ثم وجداه في الهيكل يحاجج المعلمين والكهنة، وحين سألته: لوقا 2 (48 يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟) أجابها: (49 أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لِأَبِي؟) (51 وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ ٱلْأُمُورِ فِي قَلْبِهَا)، ولو كان ينطق من المهد لكانت عرفت منه ماذا يفعل وما هي رسالته.
5- كهولة عيسى:
في القرآن سورة المائدة 110
“إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تُكلّم الناس في المهد وكهلاً”.
ذكرت سابقاً أن الرب يسوع لم ينطق في المهد، كما أنه عندما ارتفع للسماء كان ما زال شاباً بعمر 33 عاماً، فلم يرَ سن الكهولة من الأساس.
حاول شيوخ المسلمين ترقيع كلمة كهلاً فقالوا سن الكهولة يبدأ من عمر 30 عاماً، ولكن باقي لغات العالم فضحتهم فلا يوجد لغة أخرى إلا اللغة العربية جعلت عمر الكهل 30، بل في كل اللغات عمر الكهولة يبدأ من 50 عاماً وهنا جعل مؤلفين غربيين كثر يكتبون أن العرب يؤلفون ويغيرون في معاني لغاتهم ليثبتوا صحة القرآن لا ليُعطوا معاني دقيقة.
6- معجزات عيسى:
وفق القرآن “وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني “.
والإنجيل لم يأتِ على ذكر مثل هذه الأعجوبة ليسوع المسيح، وعندما قمت بالبحث لمعرفة من الذي خلق الطير وجدت أن كتاباً يونانياً اسمه (إنجيل توما الإسرائيلي) يتحدث عن يسوع مثلما يتخيله، ويقول: “عندما بلغ يسوع خمسة سنوات، كان يلعب عند الجدول، فجمع المياه وأخذ طيناً وصنع اثنا عشر عصفوراً وكان السبت، وحيث أنه ممنوع عند اليهود عمل أي نوع من الأعمال يوم السبت، ذهبوا واشتكوا عليه لأمه كي تأتِ وترَ ماذا يفعل ولدها يوم السبت، فقام أمامهم بإمساك الطيور وبدأ ينفخ عليها، وللتو صارت طيوراً حيّة وطارت”.
وهذا الكتاب اليوناني قد ترجم للقبطي و جرى تعريبه للغة العربية، وعندما فكرت بأمر القصة التي ذُكرت على لسان نبي الإسلام محمد، خطر لي أن الكتاب بما أنه قبطي فربما تكون ماريا القبطية هي التي أخبرت الرسول محمد بقصة الطير المذكورة في الكتاب القبطي، ومنه تمت ترجمتها للعربية ونُسبت للرب يسوع المسيح على أنها جزء من أعاجيبه.
ليغطي المسلمون على الإساءة المتعمدة لإسم يسوع بتحويله إلى عيسى يقولون إن القرآن كرّم عيسى أكثر من محمد، حيث ذكر عيسى 25 مرة في القرآن بينما ذكر محمد 4 مرات فقط.
الرد بسيط جداً وهو إن بحثتم عن اسم الشيطان في القرآن، ستجدونه مذكوراً 88 مرة، فهل تكرار الاسم بأكبر عدد يدل على تشريفه وتكريمه؟!
إذاً.. تكرار الاسم ليس له أي علاقة بتشريف وتكريم المذكور.
أيضاً قام القرآن بنفي قضية الصلب والفداء ليستكملوا حذف معنى المخلص من اسم يسوع وأيضاً يحاولون خلط المفاهيم بطريقة بشرية أرضية فيقولون إن القرآن كرّم عيسى برفعه مباشرةً إلى السماء دون تعريضه للصلب والإهانة والضرب، بينما قَبِلَ المسيحيون أن يُصلَب ويُضرَب.
والرد هنا بسؤال: من الذي يستحق أن نتبعه برأيكم؟ النبي الذي يتخلى عن رعيته عند الضرورة؟ أم الذي يموت فداء عنهم؟
ففكرة كاتب القرآن عن أن المسيح هرب عند صلبه ووضع شبهه على شخص آخر هي محاولة أخرى لتقليل قيمة المسيح، أضف أن القرآن ذاته يقول إن المسيح مات في سورة مريم في القرآن “السلام علي يوم ولدتُ ويوم أموت ويوم أُبعث حياً” وهذه الآية أيضاً لوى المسلمون عنقها و فسروها بأن المسيح سيأتي ثانية و يموت ويقوم مجدداً
فهل يُعقل أن المسيح اختفى بالجسد 2000 سنة ليأت ليموت.
لك الحرية بما تعتقد وتؤمن، لكن هذه الرواية من وجهة نظري غير منطقية وغير مقنعة.
السؤال الأهم: لماذا يرضى المسلمون الإساءة للأديان الأخرى بشكل لا يرضونه لدينهم؟
فعلى سبيل المثال لو جاء الصينيون وطبعوا كتاب يبشرون فيه بنبي اسمه ميدو، وذكروا في الكتاب أن ميدو ولد في الصين، وعندما انتبذ من أهله ذهب إلى اليابان، ومن معجزات النبي ميدو أن والدته آموا أنجبته بعد وفاة أبيه بأربع سنوات، وذكروا أن النبي ميدو ركب على حصان مجنّح وطار به إلى القمر، ثم شق القمر نصفين.
فهل يرضيك هذا التشويه كمسلم؟ هل ستبرر لهم لو قالوا إنهم يحبون محمد أكثر منك؟ أم أنك ستعترض على تشويه النبي والقرآن، حتى لو كانت الأحاديث متشابهة إلى حدّ ما، لكن الاسم مختلف، واسم الأم أيضاً مختلف، والأحداث التي ذُكرت مختلفة، وليس لديهم الحق أساساً بالتغيير، فإما أن يقبلوه كما هو أو يرفضوه.
كل ما سلف ذكره من فروقات يشرح لماذا تقصّد مؤلف القرآن تغيير اسم يسوع الى عيسى وكل ما سلف ذكره يشرح لماذا ينبغي علينا كمسيحيين رفض اسم عيسى.
بالإضافة إلى قوة اسم المخلص يسوع التي تجعلنا متمسكين بهذا الإسم مهما حاول الشيطان تحريفه في لغات متنوعة أعمال الرسل 4: (12 وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ ٱلْخَلَاصُ. لِأَنْ لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».)
سألني في مرة أحد المسلمين هل يستطيع عيسى أن يخلّص؟
فأجبته بكل وضوح أن عيسى لا يستطيع تخليص نفسه، فهو مثل أي شخص آخر على الأرض. إنما يسوع المسيح هو المخلّص، فعندما أصلي لربنا وأطلب باسم الرب يسوع المسيح بإيمان فإن الرب الإله يستجيب، فاسم يسوع المسيح لا يخيب أمام عرش الله الآب، يوحنا 14 (13 وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي فَذَلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ ٱلْآبُ بِٱلِٱبْنِ. 14 إِنْ سَأَلْتُمْ شَيْئًا بِٱسْمِي فَإِنِّي أَفْعَلُهُ.)
يوحنا 16 (23 اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ ٱلْآبِ بِٱسْمِي يُعْطِيكُمْ.)
وهذا تحدي طرحته قبلاً وأكرره اليوم مهما كان دينك، اطلب بإيمان باسم يسوع المسيح أن تُشفى أو تُعطى سؤل قلبك وستعرف قوة اسم يسوع المسيح.
فأي اسم آخر مهما كان لا ينجّي ولا يخلّص ولا يستجيب ولا يشفع، وليس له القوة مثل اسم يسوع، وبناءً على ذلك لا يمكن تغيير الاسم.
في النهاية، يتضح تماماً بعد كل ما تقدمت به من إثباتات وأدلة، أن عيسى القرآن هو شخص آخر مختلف تماماً عن يسوع المسيح، بل عيسى هذا خالق الطير والناطق من عمر أيام بن مريم حفيد عمران هو شخصية وهمية غير موجودة إلا في القرآن.
22 / تموز / 2018