عشر خطوات تجعل طفلك يتعلق بالكتاب المقدس
كيف نجعل أولادنا يحبون الكتاب المقدس؟
عندما يتعلق ابنك بكلمة الرب، فإن هذا الطفل سيكون متوازناً قادراً على حلّ مشاكله وتبكيت نفسه عن الخطايا، و سيجيد النقد الذاتي قبل الوقوع في الخطايا.
يوجد نموذجين سيئين للأهل في موضوع علاقة أولادهم بالكتاب المقدس:
_ النوع الأول: هم من يقومون بإجبار أولادهم على قراءة الكتاب المقدس، مشابهين أتباع الدين الإسلامي حيث يجعلون الإيمان فرضاً وجب تطبيقه لو بالضرب والعقوبات، وليس احتياجاً للإيمان ولا حباً بالإله، ومثل هؤلاء يتسببون بجعل أولادهم يكرهون الكتاب المقدس ويدفعونهم في بعض الأحيان للإلحاد.
_النوع الثاني: النقيض تماماً، أهل مهملون لكلام الرب الإله، لا إهتمام لديهم بقراءة الكتاب المقدس ولا يضعون الإيمان ضمن أولوياتهم، ومنهم من يسخر من المؤمنين وممّن يقرأ الكتاب، فهؤلاء يقدمون لأولادهم نموذجاً سيئاً فينشأون مسيحيين بالاسم فقط.
ابنك عجينة طرية بين يديك، فإما أن تسلّم هذه العجينة للمجتمع ليشكلها كما يريد، أو أن تشكلها أنت بالطريقة التي تريد.
لا تتوقع من المجتمع ( الشارع، المدرسة، الأصدقاء ) أن يقرب ابنك من الكتاب المقدس بل سيقدم له في الغالب تكنولوجيا، ميول غريبة، عادات أغلبها سيئة، وأنت ستحصد نتيجة تسليم ابنك لمجتمعك ليؤسسه.
هناك أيضاً نوع من الأهالي الكسالى يودون جعل أبنائهم مسيحيين دون أن يتعبوا هم بتربيتهم إيمانياً فيسلمون أولادهم لمدارس مسيحية، أو أنشطة كنائس، ليُصدموا في الكثير من الأحيان بتعاليم خاطئة مبنية على فهم الراهبة أو الكاهن للإيمان وقد تتسبب خبرة سيئة مع راعٍ غير أمين بتدمير الطفل لوقت طويل جداً وجعله يكره الإيمان بسبب كاهن غير صالح.
لذلك لا تُتعِب نفسك بالتفكير فلا بديل عنك في تربية ابنك تربية مسيحية، ولكي أساعدك أعددت لك 10 خطوات تسهّل مهمتك في جعل ابنك مؤمناً محباً لكلام الرب الإله ومتعلقاً بالكتاب المقدس:
1- المثل الصالح:
إبدأ من نفسك، لتجعل ابنك يحب الكتاب المقدس، أحبّه أنت أولاً، فالأولاد مرآة أهلهم.
يخبرنا الكتاب المقدس كيف أن الأولاد غالباً ما يسيرون في طرق أهلهم:
عن أخزيا في سفر الملوك الأول 22 ( 52 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ وَطَرِيقِ أُمِّهِ)،
و عن يوشيا في الملوك الثاني 22 ( 2 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَلَمْ يَحِدْ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا.)
فبدل أن تشكو إلحاد ابنك، راجع ذاتك وما زرعته فيه من طفولته، كم أمضيت من الوقت تقرأ الكتاب المقدس معه؟ إن كان جوابك: ولا يوم! هل تتوقع منه أن يكون قديساً مثلاً؟!.
علينا أن نستغل سن طفولة أولادنا لنقدّم لهم المثل الذي نود أن يشبهوه، فمثلاً إن اتخذ ابنك فناناً يتعاطى المخدرات كمثل أعلى فتوقع أن يتعاطى ابنك المخدرات في أول فرصة سانحة، أما إن اتخذ من بولس الرسول مثله فتوقع أن يكون مبشراً، (( أدعوكم لمتابعة حلقة “تربية الأطفال والمراهقين” لأنها ستساعدكم جداً في تربية أولادكم تربية مسيحية سليمة.
2- قدموا لأولادكم الكتاب المقدس المصور كهدية:
سيبقى حينها الكتاب المقدس مرتبطاً بذاكرتهم بمناسبة سارة وهدية فضلاً عن أن قراءة الكتاب المصور للأطفال سيجعلهم يفهمون الأحداث ويعيشونها كقصص الأطفال تماماً.
3- علموا أولادكم أن يحفظوا الكتاب في قلبهم لا عن ظهر قلب:
الحفظ عن ظهر قلب يعني أن يردّد الولد الصلاة كالببغاء دون فهم، وحينما يكبر سيسقط عند أول حوار لأنه يحفظ دون فهم، أما الحفظ في القلب، لوقا 2: ( 19 وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا ٱلْكَلَامِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا.) أيضاً سفر أيوب 22: ( 22 ٱقْبَلِ ٱلشَّرِيعَةَ مِنْ فِيهِ، وَضَعْ كَلَامَهُ فِي قَلْبِكَ.) فهذا ينشئ مؤمناً حقيقياً لا يقدر أن يهزمه أحد لأنه فهم ما يؤمن به.
هناك عدة أمور تساعد اولادنا على الفهم وحفظ الكتاب المقدس في القلب:
أ. الكتابة بخط اليد من أهم ما يساعد الطفل على الحفظ، فحين تقرأ معه إصحاحاً، اطلب منه أن يكتبه وبذلك تنمي مهاراته في القراءة والكتابة، وبنفس الوقت حفظ ما يقرأ.
ب. الرسومات: فبدل أن تطلب منه حفظ أسفار الكتاب، اجعله يرسم شجرة فيها الأسفار فحينها سيحفظ عددها وأسماءها، أو شجرة للأنبياء، للقديسين وهنا ستساعده على حفظ الكتاب المقدس بفهم، والتمتع بكنوز هذا الكتاب التاريخية والجغرافية فيكبر مميزاً المعلومات التي سيأخذها من المدرسة والمجتمع ويستطيع حينها فهم الأحداث على حقيقتها ولن يستطيع أحد غسل دماغه بمعلومات مزيفة.
4- اربط موهبة طفلك بالكتاب المقدس:
تستطيع استغلال ميول طفلك بجعلها مرتبطة بالكتاب، على سبيل المثال رسم، غناء، تمثيل، حب القراءة، حتى الثرثرة تستطيع جعله يمارس هواياته بتطبيقها على قصص الكتاب المقدس، وبذلك تربط كلمة الرب بميوله التي يحب.
5- الحوار:
أسّس في بيتك بيئة جيدة للحوار، كم هو رائع أن تخصص ساعة يومياً لتجلس مع العائلة، تقرأون سويةً إصحاحاً من الكتاب (قصة دانيال، أيوب، يعقوب، إصحاح من أعمال الرسل) لتتعلم كيف تأسست الكنيسة الأولى، أو مثلاً بعد الانتهاء من قراءة الإنجيل بحسب لوقا لتنتقل إلى سفر الأعمال الذي كتبه أيضاً لوقا، وهنا تبدأ بالحوار معه لتكتشف مدى استيعابه ولتنمي ثقافته الإيمانية وتؤسسه كما ينبغي، وقد يفاجئك بمفاهيمه الإيمانية الرائعة وقد يضع ربنا بفمه رسالةً لك، المزمور 8: ( 2 مِنْ أَفْوَاهِ ٱلْأَطْفَالِ وَٱلرُّضَّعِ أَسَّسْتَ حَمْدًا ).
و لهذا الحوار فوائد لا تُحصى، على سبيل المثال:
أ. سيعزز شخصية ابنك حيث يجعل منه طفلاً يعرف كيف يناقش، يعرف حقوقه وواجباته، وكي يقنعك بوجهة نظره تكون قد ساهمت بتطوير أساليب الإقناع لديه، أيضاً حوارك معه يجعله يحب الكتاب المقدس لأنه أعطاه قيمة كصديق و ندٍّ أمام أبيه وأمه.
ب. سيجيد التعبير عن مخاوفه ومشاكله، فكم من أطفال ضحايا أحداث يكتمونها بسبب خوفهم وعدم امتلاكهم لأدوات الحوار أو لعدم قدرتهم على الشكوى.
ج. يتعلم أن لا يسكت على الخطأ: ففي حوار أولادنا معنا نعلمهم آلية الفرز بين الجيد والسيء، وبين الخطأ والصواب فالطفل الذي يستطيع أن يحاور أباه ويصحح له، سيتمتع بمهارة النقد الذاتي، و سيوبخ أصدقاءه وأخوته عند الخطأ.
د. ستوفر عليه تلقي الصفعات جراء غربلة محيطه فمن اعتاد على تقويم عيوب وتصحيح أخطاء حتى والديه، لن يقبل بصداقات غير لائقة كأن يكون لديه صديق لص مثلاً لأن حواسه اعتادت أن تنبذ العيوب.
والنتيجة أنك بحوار مدته ساعة يومياً مع طفلك، ستبني شخصيته من نواحي مختلفة مخفية عنك.
6- اجعل الكتاب المقدس منهج حياة:
لا تحصر العلاقة مع الرب الإله فقط بالوقت الذي تقرأ الكتاب فيه مع أولادك، فبعض الأهالي يعيشون دقائق إيمان مع أولادهم وما أن ينهوا الصلاة حتى يعودوا لحياة مختلفة صاخبة وأحياناً مخالفة للإيمان، بل علينا جعل الإيمان منهجاً لحياتنا.
كيف يتم ذلك؟
على سبيل المثال، أنت كأم لطفلك قرأتِ معه في متى 4 ( 4 مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ».) اكتبي هذه الآية على لوحة صغيرة وعلقيها على الثلاجة أو ضعيها على طاولة الطعام كي يقرأها طفلك وقت الطعام فيسهل عليك شرح المعنى بأنه كما تحتاج أجسادنا للخبز، كذلك أرواحنا تحتاج للخبز النازل من السماء أي الرب يسوع المسيح، وللطعام الروحي أي كلام الكتاب المقدس، فيصبح الخبز مثلاً مرتبطاً عنده بالغذاء الروحي.
مثال آخر، لدينا أمثال في الكتاب المقدس كمثل الزارع، خذي ابنك مع بعض البذور في نزهة، وارمي أمامه بعض البذور على الرصيف، وبعضها بين الشوك، بعضها في أرض جرداء، وعلميه كيف أنها لن تنبت، ثم جربي وإياه زراعتها في تربة جيدة وحين تنبت سيفهم المغزى من مثل البذور، وأن البذرة ككلمة الإله وسيفهم لماذا لا تنمو في بعض البشر؟ ولماذا هناك قديسون أو خطاة رغم أن الاثنين تلقيا نفس الكلمة، أيضاً على صعيد شخصي سيتعلم أن يكون في البيئة والمكان الذي يستحقه وسيتعلم أن يستثمر جهوده في مكان مناسب.
7- اقتران القول بالفعل:
يوجد من يربون أولادهم على حفظ الصلوات كالببغاوات دون العمل بها ويوجد من يربون أولادهم على الحكم على الناس (هذه عارية وذاك سيء) فينشؤون جيلاً من المهتمين بالمظاهر، ويحولونهم لمنافقين يهتمون بظاهرهم دون داخلهم، ويوجد نوع ثالث وهم المنفصمون، الذين يقولون ما لا يعملون، فتجد مجتمعاً يحدثك عن أخلاق وشرف وأعماله تقدّم النقيض.
بينما يعلمنا الكتاب المقدس في رسالة يعقوب 1: ( 22 وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِٱلْكَلِمَةِ، لَا سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ)
فعلى سبيل المثال: قرأ الطفل في مرقس 12 عن فلس الأرملة، ابدأ بشرح فكرة العشور والعمل بها، علمه أن يكون لديه صندوق للرب يضع فيه عشرة بالمئة مما يحصل عليه منك ثم يشتري بها لعبة أو طعاماً يقدمه باسم يسوع المسيح لشخص محتاج، فتؤسس بداخله حينها حب العطاء ولن يحب المال لأنه اعتاد أن يشارك الفقراء به، وسيتعلم كيف يدفع عشوره مما يؤدي الى نيله لبركات الإله الموعودة نتيجة دفع العشور.
مثال آخر، قرأ في لوقا عن السامري ومن هو قريبك؟ ها هي فرصة سانحة لتعلمه عن التعامل مع الجار و الأقرباء وكيف يكون مفيداً لمجتمعه.
أيضاً مثل آخر، قرأ في الإنجيل عن أعاجيب يسوع وقيمة الصلاة باسم يسوع، علمه كيف يصلي مستخدماً اسم يسوع الذي لا يخيب حين يكون مريضاً أو محتاجاً لمعونة.
8- اجعل الرب الإله محور البيت:
قال الرب في يوحنا 15: ( 5 أَنَا ٱلْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ ٱلْأَغْصَانُ.)
هناك خلل صغير يعاني منه حتى بعض المؤمنين المسيحيين، أنهم جعلوا من أنفسهم الكرمة ووضعوا المسيح غصناً من الأغصان المحيطة بهم، فيشعر أنه رب البيت هو الأساس وحوله امرأته، ابنه، عمله، خدمته.. الخ كالأغصان المتفرعة منه، وهذا الأمر خاطئ، حيث يجب أن يكون الرب هو المحور والأساس، هو الشجرة ونحن جميعنا أغصان فيه.
كيف يكون الرب محور البيت؟
اجعله محور حياتك، اجعله رأس مائدة طعامك التي لا قيمة لها إن لم تبدأها بالشكر و الصلاة،
اجعله صاحب العيد في أعيادك ومناسباتك بدل جعل العيد مجرد طقوس فارغة.
اجعل الرب على رأس عادات البيت، مهما كان نظام بيتك اجعل الرب ركيزة له، رفيق النزهات، الملجأ الأول لحلّ المشكلات، ( فمثلاً جاء ابنك يشكو رفيقه في المدرسة، فقبل أن تستعجل الأمور وحلها بنفسك، اطلب منه أن يدخل إلى غرفته ويغلق بابه ويخبر يسوع عنها، فالرب يسوع لديه القدرة على حلّها، فحينها ستزداد ثقة ابنك بالرب، واعتماده عليه ولن يفشل ولن يخزى من جعل الرب متكله، ولا يمكن أن تنكسر سفينته مهما هبت عواصف الحياة لأنها مبنية على الرب.
وصولاً لأمر مهم جداً سيتعلمه ابنك وهو “الاعتراف”، عوِّد ابنك/ ابنتك على الاعتراف أمامك مرة كل ثلاثة أشهر مثلاً، فستكون حينها ملماً بما يحصل معه لتسانده إن تعرض لمشكلة، أو تجنبه الوقوع في خطيئة، وصولاً إلى مساعدته في التوبة وعدم تكرار الخطايا، ولكن عليك أن تكون كالكاهن الأمين بالنسبة له، لا تستغل أخطاءه لتعيّره، ولا تستغلها لتستخدمه، وأن تكون مرشده الروحي وحينها تحميه من الوقوع في مشورات أصدقاء السوء، وصولاً لتدريبه كيف يعترف للرب بخطاياه مباشرة لتؤسس علاقة روحية سليمة لدى طفلك.
9- “أنا لا شيء بدون المسيح” : وهي تتمه لرقم 8:
أهم أسباب فشل المجتمعات العربية هو أنها مجتمعات منفوخة فارغة المضمون، وذلك بسبب الاعتماد على الذات من خلال عبارات “اسعى ياعبدي لأسعى معك، ادرس كي تنجح، من جدّ وجد، تعلم من أين تؤكل الكتف… الخ” فحين يكبر الطفل يجد نفسه يتلقى صفعات الحياة دون قدرته على الصمود، لأنها تربية خاطئة بمجملها، حيث أن الاتكال على الرب الإله هو أساس النجاح، فعندما تؤسس طفلاً مؤمناً متكلاً على الرب، تكون حينها كمن ادخر له مالاً في البنك، وكمن أعطاه لقاحات وأسس جسداً صحياً وعقلاً مُشبعاً، وعلمته، فمعادلة “واحد + واحد = اثنان” تخالفها الحياة فكم من ناجح وثري لم يتعب، وكم من مجتهد لم يحصل على فرصته، وكم يوجد مراهقون وصلوا للانتحار لأنهم فقدوا الرجاء.
علّم ابنك أن الاتكال على الرب خير من الاتكال على إنسان والمتكل على الرب لا يخزى.
إرميا 17: ( 5 هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مَلْعُونٌ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ ٱلْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ ٱلرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ.) وفي سفر المزامير 40: ( 4 طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلرَّبَّ مُتَّكَلَهُ)
هناك آية رائعة في فيلبي 4: ( 13 أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يُقَوِّينِي.) كم هو جميل أن تقوم بتعليق هذه الآية فوق سرير ابنك، ليعرف أنه قادر على فعل كل شيء، وقد يصل طموحه للسماء، ولكن ليس وحده، بل بالمسيح.
10- الافتخار بالإيمان:
معنى يفتخر بإيمانه أي أن يكون مبشراً، وكم نحن محتاجون لجيل من المبشرين الصغار، في رسالة بطرس الأولى 3 ( 15 مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ).
ابنك هو أفضل مغيّر للمجتمع دون أن تدري وبدون تمويل.
لنعلم أولادنا أن يردّوا فخرهم وكل هدية جميلة لديهم، وسبب فرحهم، ومواهبهم، وسبب نجاحهم في أي أمر للرب الإله، حينها يفخر بإيمانه المليء بفيض البركات الروحية والمادية، ويكون مبشراً في محيطه.
في الختام، حين تجعل طفلك يتعلق بالكتاب المقدس، تكون قد أسسته في التاريخ، والجغرافيا والأحداث وآلية حل المشكلات وصولاً للتعلم من أخطاء الماضي، وتوقع مجريات الأحداث القادمة مستنداً على أحداث الكتاب، فمثلاً عندما ينظر إلى أمة قد فسدت بمجملها، يستنتج أن هناك ضربات قادمة كما ينبئنا الكتاب المقدس، وهناك أيضاً فرص للتوبة كما علمنا الكتاب المقدس، وهنالك إشارات من الرب يجب سماعها، فهو قد قرأ ما حدث في حياة مئات الناس الذين سبقوه، فسيبني شخصيته وفق أساس الكتاب المقدس.
تعطي الطفل بحسب استيعابه وعمره، فلكل عمر طريقة خاصة فيه.
يقول الرب يسوع المسيح في لوقا 18: ( 16 دَعُوا ٱلْأَوْلَادَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلَا تَمْنَعُوهُمْ، لِأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلَاءِ مَلَكُوتَ ٱللهِ.)
الوقت مناسب لجلسة صراحة مع أنفسنا، هل نقرّب أولادنا من الرب، أم نعطل خلاصهم؟ هل نحن مثال أعلى صالح لهم؟
هل يستطيع ابنك أن يقول: قديسي هو والدي، وقديستي هي أمي؟
دعونا نعمل معاً ونتعاون بدعوة أولادنا منذ طفولتهم للذهاب إلى يسوع ليكونوا بالفعل بين أيدي أمينة، وحذاري من منعهم.
باحتقارك للكتاب المقدس أنت تقوم بمنع ابنك، بعدم تفريغ وقت لربنا أنت تقوم بمنع ابنك، باستهتارك وأنت تتكلم عن الرب وعن الأعاجيب أنت تمنع ابنك.
بالنتيجة أنت من ستحصد ما تزرعه في أولادك إما تجعل منهم قديسين أو فريسيين مجرد
فقاعة منفوخة، تنهار أمام مصاعب الحياة.
6 / أيلول / 2021