الأم ماغي خزام

أول إعلام إنساني شرق أوسطي في أمريكا و العالم

...
ماغي-خزام-مقالات
الأم ماغي خزام​

سيدة فاتيما (فاطمة)

مقارنة بين سيدة فاتيما والسيدة العذراء

سيدة-فاتيما-مريم-العذراء

هل السيدة فاتيما هي العذراء مريم؟ وهل كانت نبوءتها عن نهاية العالم من الله؟

ما هي قصة فاتيما والظهورات، مديوغوريه، وظهورات العذراء التي ازدادت في المئة سنة الأخيرة؟
فاتيما (فاطمة) هي منطقة موجودة في البرتغال، تعود تسميتها إلى فتاة مغربية تزوجت من أمير قبل مِئات السنين، وعندما ماتت سَمّى المدينة على اسمها (فاتيما) من شدة حُبه لها.
وأول ظهور لفاتيما كان عام 1917 أي قبل حوالي المئة عام، وعندما ظهرت عَرّفتهم عن نفسها بأنها سيدة الوردية.
لكي نقول أن فاتيما هي نفسها مريم العذراء أم ربنا يسوع المسيح يجب أن تتوافق أهداف وطرق ظهوراتها مع صفات وأعمال العذراء مريم في الإنجيل، وإلا فلن تكون هي.
ومن هنا سنبدأ معاً دراسة سريعة لشخصية صاحبة هذه الظهورات من خلال الأسرار التي أعطتها فاتيما لمن ظهرت لهم.

1-‏ السر الأول:
جعلت فاتيما ثلاثة أطفال أعمارهم 9 – 10 – 11 سنة، يشاهدون الجحيم والشياطين، فهل يعقل أن العذراء مريم تجعل ثلاثة أطفال بهذه الأعمار يشاهدوا الشياطين والجحيم؟! وما الهدف من ذلك؟ ولماذا تقول لهم: عليكم أن تصلوا وتتحملوا الآلام لإنقاذ البشرية وهم مجرد ثلاثة أطفال صغار؟ كيف سيحملون خطايا البشرية؟! وإن كان المطلوب من البشر حمل خطايا بعضهم البعض لماذا جاء المسيح أساساً؟
بالإضافة إلى فحوى السر الذي يشابه حد التطابق رؤيا يوحنا المذكورة في الكتاب المقدس، وهنا يأتي السؤال الأهم: ما الهدف من ظهور فاتيما لأطفال صغار برؤيا جهنم لن تتحملها عقولهم بينما نفس مضمون هذه الرؤيا مذكور في الكتاب المقدس عن الأيام الأخيرة وعن الأبواق وعن العذاب والضْيقة العظيمة.

2- السر الثاني:
_ في السر الثاني طلبت فاتيما من الأطفال الأبرياء طلباً وهي تهدّد وتتوعّد، مع العلم أن الرب يسوع المسيح لم يهدّد ولم يشترط، كان يشفي ويصنع المعجزات دون مقابل مادي أو معنوي أو لفظي، ففكر التشرط و التهديد ليس فكراً مسيحياً، وليس من صفات العذراء مريم القديسة الطاهرة النقية التي قالت لملاك الرب: “هأنذا أمة للرب”، أي التي تنفذ كلام سيدها دون أي اعتراض، فلماذا قد تأتي في أواخر الأيام لتضع شروطاً مثل (أريد أن تُكرّسوا روسيا لقلبي)، ويجدر التنويه إلى أن البابا كرّس روسيا لقلب مريم بالسرّ وليس على العلن، ثم تعرض لحادثة إطلاق نار، فاعتبر الشعب الكاثوليكي الغربي ما حصل انتقاماً من سيدة الوردية لأنه لم ينفذ طلبها بالحرف، فهل من المنطق والإيمان الاعتقاد بأن مريم المتواضعة أمة الرب تأتي بعد ما يقارب 2000 عاماً لتتحول لمنذرة شؤم تهدد الشعب وتقتل من لا يقدم قلبه لها؟
مكتوب في غلاطية 1: (9 كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ ٱلْآنَ أَيْضًا: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»!)
في الحقيقة لا نجد في الكتاب المقدس ما يتعلق بالتكريس لقلب مريم، ولا حتى لقلب يسوع، حيث أن فكرة التكريس للأعضاء وصولاً للاحتفاظ بذخائر القديسين كلها تعاليم وطقوس وثنية.
_ جاءت فاتيما (سيدة الوردية) تشترط لحلول السلام أنّ تكرَّس لها روسيا ويكرَّس العالم كله لقلبها، وكأن حلول السلام هو بإرادتها.
(الغريب في الأمر أن رجال الكنيسة الكاثوليكية عندما سمعوا من الأطفال هذه الأسرار المخيفة، لم يخافوا على الأطفال من هذا الظهور ولم يصلّوا لهم لطرد الأرواح الشريرة عنهم)
بل هم اليوم وبعد مئة عام على ظهورات فاتيما بدؤوا ينادون بذلك السلام الذي أحلّته سلطانة وسيدة الوردية، وهو سلام مكتوب عنه في الكتاب المقدس بأنه سلام عالمي مزيّف، حيث لا يوجد سلام على هذه الأرض منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل، إلا السلام الذي يمنحه يسوع المسيح يوحنا 14: (27 «سَلَامًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلَامِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي ٱلْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا)
_ عندما ظهرت سيدة الوردية لأولئك الأطفال الثلاثة (صبي وبنتان)، قالت لهم أنهم سيموتوا وسيتعذبوا، وتبقى لوسيا لأن هناك آلام عليها أن تحملها، وقد توفيت لوسيا من حوالي اثني عشر عاماً فقط، أما الصبي فرانسيسكو (فرانسوا) والبنت الثانية (ييسنتا) فقد عانوا كثيراً وماتوا، قتلتهما سيدة الوردية، فقد مرضا بالتهاب الرئتين وتألما وتعذبا كثيراً، وعانا من أوجاع شديدة في رأسيهما وصدرهما، لغاية موتهما، واعتبرا معاناتهما تكفيراً عن خطايا البشرية كما أمرتهما سيدة الظهورات، توفي الصبي، وعانت الفتاة متنقلةً من مشفى لأخرى وهي تتألم وكانت تظهر لها سيدة الوردية لتواسيها كما ادّعوا، وفي حقيقة الأمر عندما يحلّ ظهور يرافقه شفاء، فالرب يسوع لم يدخل بيتاً فيه مريض إلا وشفاه، فيجدر بنا السؤال هنا: من هذا الذي يُميت؟
ويُذكر أن الطفلة الثالثة لوسيا خبأها بابا الفاتيكان، مانعاً الصحافة وأي أحد من رؤيتها، مُخفياً إياها في أحد الأديرة إلى حين مماتها في عام 2005، فلماذا خبأ الطفلة ما يقارب تسعين عاماً إذا رأت ظهوراً من الله، وإذا كان ظهور حق وعدل فلماذا خبأها عن الناس والإعلام؟!
عُزِلت وحدها، والبابا فقط يذهب إليها ويراها وتقول له -بحسب قولهم- أن سيدة الوردية حزينة ومزعوجة منك، لأنك لم تكرّس العالم لها حتى الآن، وبالطبع خلال السنوات الأخيرة شهدنا تكريس عالمي غريب من نوعه للعذراء.
_عندما ظهرت سيدة الوردية لم تُعرّف عن نفسها بأنها مريم العذراء مثلما يتداول الناس، إنما قالت لهم: لن أقول لكم من أنا، وبالمرات التالية تأتون على مدار ستة أشهر، بتاريخ 13 من كل شهر، وأخبركم من أنا، لكن صلّوا المسبحة الوردية، فهي عرّفت عن نفسها أنها سيدة الوردية التي جاءت من السماء، وستخبرهم فيما بعد من هي، وطلبت أن يستعدوا لتحمل كل أنواع العذاب التي سيرسلها الله إليهم، لكن العذابات التي تطال البشر لا تأتي من الله، فالله ليس جلاداً يعذب البشرية ويؤلمها ويعطيها الأمراض، فمنبع الخير لا يعطي شراً، ومنبع الصحة والشفاء لا يعطي أمراضاً، بل الشيطان هو الذي يعطي الأمراض، لكن العالم للأسف اتبعوا الشيطان ظانين أنه الله.
جميعنا اليوم كمسيحيين نقول أننا نعبد الرب الإله، لكننا نستطيع تميّيز الإله من صفاته وأعماله، فإن كان يُمرِض ويُميت، واشترط قتل الأولاد وتعذيبهم، فهذا حكماً غير الإله الخالق أبي ربنا يسوع المسيح.
_ سر فاتيما والمِحنة القادمة: رأى الأطفال ملاكان واقفان عند أقدام الصليب حاملين بأيديهما كأسين من بِلّور فيهما دماء القديسين وشهداء يسوع المسيح ويقومون بسقي الناس منها.
وتفسير هذه الرؤيا ببساطة أن الناس الذين بطريقهم لهذا الإله الذي أرسل سلطانة الوردية يشربون من دماء القديسين، وسيُقتَل الآلاف من المؤمنين بالرب يسوع المسيح لكي ينتصر قلب سيدة الوردية.

3- السر الثالث:
_ تقول الرؤيا أن اللّه الغضوب الذي لا يخمد إلا بيد السيدة فاتيما أرسل ملاكاً ليحرق الأرض، وهذه السيدة الحنونة الرؤوفة تقف بيننا وبين الله الغضوب والمتجبر والمتسلط، القاتل الفاني للبشرية لتدرأ ألسنة النار ببهاء كفّ يدها دون مجهود كبير منها، وتستطيع أن توقفه بسلطانها الذي تصوّره الظهورات وكأنه أكبر من سلطان الله.
_ في هذه الرؤيا تنبأت للبابا أنه سيموت، لكن هذه النبوءة لم تتم، فقد أُطلق عليه النار لكنه لم يمت، وهذا دليل أن هذه المرأة التي تظهر تعطي تخاريف، إما تصيب أو تخطئ وهذا عمل الشيطان، فهو الوحيد الذي لا يعلم ما سيحدث في المستقبل لأن لا سلطان له عليه، فيتنبأ بأمور ليس بالضرورة أن تصيب، من الممكن أن يصيب بعضها والبعض الآخر لا، وهذا معناه أن هذا الظهور ليس من قبل إلهنا.
_ كما ذُكر في بعض المواقع أنها عندما ظهرت عام 1925م كانت مع طفلها في سحابةٍ من ضوء، وقال الطفل للوسيا: استمدّى الرحمة من قلب أمك المقدسة، المحاط بالأشواك التي تعبّر عن الناس غير الشاكرين، الذين لا يزالون يطعنون قلبها، ويستمرون في عمل ذلك دون أن يزيل أي أحد منهم الأشواك عن طريق العودة إلى الله.
في النهاية ومختصر أسرار فاتيما وظهوراتها يقدم لنا ما يلي:
إن روحاً غريباً ظهر للأطفال مستخدماً صورة امرأة، فظنّ الكاثوليكيون أنها العذراء بينما هذه المرأة بعيدة كل البعد عن مريم الإنجيل الطاهرة البريئة المتواضعة الغير متطلبة أي شيء لنفسها، ففاتيما (سيدة الوردية) إمرأة تتدخل في السياسة ولا تهدأ إن لم يسجد الجميع لها ويُكرّسوا قلوبهم لها (أي يعبدوها بالمطلق) وتهدد وتتوعد وتقتل وتصاحب ظهوراتها الآلام والضحايا، فمن تكون؟
من وجهة نظر مسيحية مبنية على تعاليم الكتاب المقدس الذي سبق وأنبأنا أن الشيطان يستطيع الظهور بشكل ملاك من نور كورنثوس الثانية 11: (14 وَلَا عَجَبَ. لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلَاكِ نُورٍ!) فهذا الظاهر في شكل امرأة ما هو إلا الشيطان، اتخذ صورة مريم المتداولة ليضلّل إن أمكن حتى المختارين (مرقس 13: 22) ويجعل كل البشرية تكرّس أوطانها وشعبها له، فيسجدون للشيطان وهم ظانين أنهم ساجدين لظهور إلهي.

هوشع 4: (6 “قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ ٱلْمَعْرِفَةِ”.)

9 / تشرين1 / 2018

سيدة فاتيما – مع ماغي خزام