الفرق بين مريم في القرآن ومريم أم الرب في الإنجيل

هل مريم القرآن هي نفسها مريم أم الرب يسوع المسيح المذكورة في الإنجيل؟
من بوادر الوحدة الشيطانية بين الأديان أن يضعوا فيما بينهم أموراً وهمية مشتركة ليوهموا أتباعهم بأن الجميع واحد ويتبعون إلهاً واحداً بالفعل، وذلك حتى يتقبلوا هذه الوحدة.
ومن أهم الأوهام المشتركة بين الدينين الإسلامي والمسيحي هو شخصية كل من عيسى وأم عيسى مريم.
ولمعرفة كل منهما علينا أن نعود إلى بدء تأسيس الإسلام وإلى ما قبله منذ بدء تأسيس الكنيسة الكاثوليكية – ليس المسيحية بشكل عام – أي بعد المسيحية بحوالي خمسمائة عام، حيث خرج الكاثوليك عن المعتقد المسيحي الكتابي والذي سُلّم للقديسين منذ ألفي عام، وقاموا بتأليه مريم، وأطلقوا عليها عدّة ألقاب مثل سلطانة السماء والأرض، جعلوها مولودة بلا دنس مثل الرب يسوع المسيح، كما جعلوها شريكة في الفداء والخلاص، وصولاً أنهم جعلوها هي التي تقوم بإخراج النفوس الهالكة من المطهر، وعلى هذا الأساس الغير مسيحي بُنِي القرآن ليدحض الموجود المحرّف والمزيف ويدّعي مؤلف القرآن أنه يعيد لمريم مكانتها الطبيعية كبشر، وبالطبع كلا الأمرين خاطئين وغير مسيحيين، لأن مريم ليست إلهاً وفي نفس الوقت ليست مرذولة ومنبوذة ومحتقرة في قومها كما صورها مؤلف القرآن.
فالمسيحية الحقيقية ما زالت موجودة، والكتاب المقدس ما زال موجوداً أيضاً، ويظهر طبيعة شخصية مريم العذراء كما هي، ولكن الشيطان يعطيك دائماً خيارين متشدّدين نقيضين، ويطلب منك اختيار أحدهما فتقف محتاراً بين الخيارين ناسياً أن كلاهما من صنيعة واحدة لتضليلك.
كيف شوّه القرآن شخصية مريم العذراء؟
1- استبدلوها بشخصية ثانية مختلفة عنها تماماً وتدعى مريم أم عيسى، وذلك ليقوموا بخداع المسيحيين واستجرارهم لاحترام ومحبة محمد كما هم يحترمون ويحبون عيسى، ويطلبوا من المسيحيين احترام محصناتهم كما هم يحترمون أم عيسى، فاخترعوا شخصيات غير موجودة أساساً في الكتاب المقدس ليحترموها مستترين وراءها وخافين كرههم لشخصيات الكتاب المقدس الحقيقية.
مثلاً: إذا كان والدك يدعى عدنان، وأتيت أقول لك أنني أحترم والدك أسامة وأطالبك باحترام والدي، ستقول لي والدي عدنان وليس أسامة! كيف تطالبينني باحترام والدك وأنت أساساً تحترمين شخصاً مختلفاً عن والدي؟ لقد قمتي بتغيير والدي حتى أنكِ لست قادرة على لفظ اسمه من شدة كرهك له.
من هنا نفهم لماذا كان من الضروري اختراع اسم عيسى لأن هناك كره لاسم يسوع المسيح يريدون إخفاءه، نلاحظ ذلك جيداً على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يكرمون عيسى ويشتمون يسوع، ونحن في الواقع نتبع يسوع لا نتبع عيسى، لا يوجد اسم عيسى في كل الكتاب المقدس.
(أدعوكم لقراءة مقالة هل يسوع المسيح هو عيسى ابن مريم بالأدلة كاملة).
إذاً مريم هي والدة شخص يسمى عيسى، ولم يأتِ الكتاب المقدس على ذكر شخصية اسمها عيسى ولا مرة واحدة، والعيس في معاجم اللغة العربية تعني ماء الفحل، أي أنه اسم ليس للتكريم، بل للتكسير والإنقاص والإذلال، أيضاً يحاول بعض الشيوخ ترقيع اسم عيسى بتقريبه من عيسو، لكن شخصية عيسو في العهد القديم في الكتاب شخصية مبغوضة ومحرومة من البركات، فلا يجوز اختيارها لاستبدال اسم يسوع بها.
كما يحاول البعض الآخر من شيوخ الإسلام التبرير بقولهم أن القرآن مكتوب بلسان عربي لا يقبل أسماء أعجمية، ويترتب عليهم بالضرورة تعريب كل الأسماء، لكن هذا الكلام غير صحيح بالمطلق وكشف كذب هذا الإدّعاء القرآن ذاته، حيث يوجد في القرآن الكثير من الأسماء الأعجمية، منها الهندية والفارسية والسريانية (مكيال، هاروت، ماروت، أليسع (أليشع)، طالوت، جالوت وغيرها من المصطلحات الكثيرة التي حافظوا عليها أعجمية كما هي).
والسؤال هنا: لماذا اسم يسوع فقط يجب أن يتغير؟!
هذا الاختلاف الأول بين مريم القرآن ومريم الإنجيل.
2- اسم والد مريم:
لم يحافظوا عليه كما ورد في الكتاب المقدس، حيث تمّ تغيير كل الأسماء المحيطة بمريم، مما سبب إشكالاً كبيراً، ووفق ما ذكر في الكتاب المقدس أن اسم والد مريم بحسب نسب يسوع المسيح من مريم في لوقا 3: 23 يوسف بن هالي، حيث ذكر لوقا اسم هالي كوالد ليوسف وفي الحقيقة هالي قام بتربية يوسف وهو والد مريم العذراء، وهالي أو يواكيم أو يواقيم له نفس المعنى بعدة لغات.
ولم يذكر القرآن هالي أو يواكيم أو ما هو قريب من ذلك كي نقبله، حيث نلاحظ في سورة التحريم الآية 12: مريم ابنة عمران، فمن هو عمران هذا؟
لا يوجد أبداً أي تفسير إسلامي مقنع لهذا العبث بالأسماء، إلا أن الهدف المقصود الوحيد هو تشويه شخصيات قديسي الكتاب المقدس، وكي نفهم من هو عمران علينا أن نعرف وفق القرآن من هو أخو مريم، وهنا نأتي للفرق الثالث.
3- أخو مريم:
لم يرد ذكر أي أخ لمريم أم يسوع المسيح لا في التوراة ولا في الإنجيل، وجاء القرآن بعد 600 عام وأتى بأخٍ لمريم، في سورة مريم 28 “يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا”.
فمن هو هارون؟ يقولون هارون بن عمران، لكن لا يوجد في كامل الكتاب المقدس شخص اسمه هارون بن عمران، إلا حين نعود لما قبل زمن العذراء مريم ب 1500 عام نجد شخصاً اسمه هارون بن عمرام (بالميم وليس بالنون) وهو أخو النبي موسى، وبالطبع إن هذا الخلط في الأسماء والأنساب والحقب الزمنية في القرآن ليس وارداً فقط بهذه الشخصيات، بل في أكثر من موقع، في قصة دانيال وجليات، هامان الذي هو في عصر مردخاي جعلوه في عصر فرعون والخ من القصص التي جرى فيها عمداً تشويه أحداث التوراة والإنجيل.
هارون بن عمرام أخو موسى سبق عصر مريم العذراء ب 1500 عام فكيف يكون أخوها؟ وهنا وقع الإسلام في مشكلة كبيرة وبرّروا بقول ضعيف أن المقصود بأخت هارون هو تخجيل مريم أمام قومها، كالقول: “يا أخت فلان” وهذا الكلام لا يقنع طفلاً صغيراً.
الحقيقة التي لا يستطيعون انكارها هي:
أ. لا يوجد لا في التوراة ولا في الإنجيل لفظ مريم أخت هارون ابنة عمرام إلا في العهد القديم قبل المسيح ب 1500 عام وهي مريم مختلفة عن مريم العذراء
ب. لا داعي أن يقوم اليهود بتخجيل مريم العذراء، لأنها لم ترتكب أي سوء حيث اتخذها يوسف له زوجة وولادتها ليسوع المسيح كانت شرعية عند اليهود.
ج. لا يوجد في العرف اليهودي أن ينسبو شخصاً سواء سلباً او إيجاباً لأسلافهم بقولهم يا أخا فلان أو يا أخت فلان، بل من يريد تخجيل شخص او مدحه يقول له يا ابن فلان/ ابنة فلان وليس يا أخَ فلان، إلا إذا كان بالفعل لديها أخ من لحمها ودمها في الواقع.
حيث يرجع اليهود للآباء في الأنساب وليس للأخوة فلا يقولون يا أخا هارون أو يا أخا موسى.
وهنا ندرك أن مريم القرآن هي شخصية مشوّهة تماماً، فلا اسم ابنها ولا أبيها ولا أخيها صحيح.
4- لمعرفة عمن يتكلم القرآن نعود لحقبة هارون بن عمرام حيث نجد بالفعل أن لديه مع أخيه موسى أخت اسمها مريم كانت قد ارتكبت عملاً مشيناً قبل 1500 عام من ميلاد المسيح، ونلاحظ ذلك واضحاً في آيات القرآن في سورة مريم ” 22 فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا 23 فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا”، وهنا مريم شخصية تشعر بالذل والعار والإهانة وتتمنى الموت لنفسها، وهذا الأمر لا يليق أبداً ولا يمكننا أن نقبل مثل هذه الإساءة للعذراء مريم.
كما نجد أن مريم التي انتبذت مكاناً قصياً وشعرت بالعار في قومها وقالت ليتني متّ هي مريم أخت هارون وموسى، حيث ضربها الرب بالبرص سبعة أيام، فأخرجوها من مساكنهم إلى أن تتطهر حسبما جرت العادة للبرص آنذاك، وكانت ضربة البرص عليها بسبب إهانتها لأخيها موسى وعدم احترامها له وهو نبي الإله (سفر العدد 12)
ويقولون أن الإسلام أعزّ مريم وكرّمها ورفع من شأنها بعد أن قال عنها اليهود أنها على علاقة بالقائد الروماني بانديرا، وأنجبت منه عيسى، لكن كل هذا الكلام كذب وافتراء لأنه لا يوجد في كل من التوراة والزبور والتناخ أي قصة تقول أن اليهود عيّروا مريم، فالإسلام اخترع قصة أذلّ بها مريم ليوهم المسيحين بأنه يرفعها.
5- حياة العذراء مريم بين الكتاب المقدس والقرآن:
جاء في سورة آل عمران عن أم مريم أنها كانت عاقراً، ورأت طائراً يطعم فرخاً صغيراً مما حرّك لديها عاطفة الأمومة، فنذرت نذراً للرب!
وهنا نسأل من أخبر مؤلف القرآن بذلك؟ أم مريم المزعومة أم الطائر؟ لأنه في الحقيقة لم يرد أي حرف من هذه القصة في الكتاب المقدس على الإطلاق.
فلم يذكر أبداً أن لمريم أم عاقر، ونذرت نذراً بهذه الطريقة الغريبة، وقد يكون لهذا الموضوع جذوراً في سيرة حياة القديسين عند الكاثوليك، فالدين الإسلامي بني على المبالغة الموجودة عند الكاثوليك لكي يوهمنا بأنه يعيد الاعتدال والوسطية والفطرة (ادعوكم لمتابعة مقالة من هي الكنيسة الكاثوليكية؟ لفهم أعمق للعلاقة بين الكاثوليكية والإسلام)
6- أم مريم حنة:
اسم حنة غير وارد في الكتاب المقدس، هو مبني على قصص موجودة في الكتب الكاثوليكية فقط، وأُجبِر الأرثوذكس فيما بعد لوضعها في كتبهم الجانبية، أما الكتاب المقدس لم يستطع أحد عبر العصور تغييره، ووفق سورة آل عمران في القرآن، حزنت أم مريم عندما أنجبت فتاة لأنها كانت تريد صبياً لتضعه في الهيكل، لكن هذا النذر الغريب وحزنها وخجلها لأنها أنجبت فتاة غير مذكورين، وهذا الفكر غير موجود من الأساس.
7- من غرائب ما ذكر عن مريم القرآن في سورة آل عمران 44 أنه عندما مات أبوها كان لديه قلم ، وقام رجال اليهود باستخدام القلم لإجراء قرعة بينهم حول من سيكفل الطفلة ويربيها بعد موت والدها.
وفكرة القرعة غير موجود عند اليهود، فهذا الأمر فاضح وواضح أنه تلفيق على الكتاب المقدس واختراع لقصص غير موجودة من الأساس ولا تليق.
والأهم من ذلك أن اليهود يولون أمر العناية بالولد بحسب النسب الأقرب، وإذا صادف وجود اثنين بنفس درجة القرابة يقوم واحد منهم بالتنازل للآخر، فلا يوجد قرعة أقلام كما هو مكتوب في سورة آل عمران 44 “ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ”، فهذه القصة أيضاً غير مذكورة في الكتاب المقدس.
ويقولون أخذها زوج خالتها نبي الله زكريا، والمشكلة ليست بأن القصة غير واردة في الكتاب المقدس فقط، بل بخلط الأسماء والأنساب والمهن، حيث إن زكريا ليس نبي هو خادم من خدام الهيكل من سبط لاوي.
8- حبل مريم بالروح القدس:
وهنا الكارثة الكبيرة وفق القرآن في سورة مريم” 17- فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا 18- قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا”
وهنا أساء مؤلف القرآن لروح الله حيث ظنّ أن جبرائيل هو الروح، وصوره كشاب يظهر لمريم ليجعلها تحبل، ويصور مريم كخائفة من هذا الظهور بينما في الحقيقة أن الملاك قال لها السلام عليكي.
الآية 19 “قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا،
إن من يهب هو الله وحده، فكيف شارك جبرائيل الله في خلق الطفل كما ورد!! إن هذا المعتقد معيب من ناحيتين الأولى أنه ظهر لها بهيئة شاب، والثانية هي من جهة الخلط بين قدرة الإله والملائكة، ويعتبر ذلك في المسيحية شرك وهرطقة، حيث لا يوجد دين سماوي خلط بين قدرات الملائكة وقدرات الإله بالإضافة إلى طريقة الحبل في القرآن حسب سورة التحريم الآية 12 “وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا”
هل ينفخ الله في الفرج؟!!!
يصدّع المسلمون رأسنا باحتشامهم ويعيروننا بنشيد الإنشاد علماً أنه لا النشيد ولا كل الكتاب المقدس وردت فيه كلمة فَرْج ولا مرة واحدة.
أين أصحاب فلسفات هل الله يحزن؟ هل الله يندم؟ هل له يد؟ هل يجلس على كرسي؟
وهنا دعونا نسألهم بنفس الطريقة: هل ينفخ في فروج النساء؟
لماذا ينفخ الله وهو القادر على “كن فيكون”؟ وكيف نفخ في فرجها؟
هذا الأمر يعتبر اهانة اضافية لمريم العذراء وتشويهاً متعمداً إضافياً لأحداث الإنجيل
9- الواضح أن مريم القرآن كانت تلعب حديد بطريقة من الطرق، ففي سورة مريم 25 “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا”
تخيلوا معي وفق الصورة القرآنية أن امرأة شابة هربت تقطع آلاف الأميال من قومها وهي حامل في شهرها التاسع ثم تجلس تحت شجرة نخلة وهي على وشك الولادة، متعبة ومنهكة وجائعة شاعرة بالعار فيأتي ليقول لها هزي النخلة!
كيف لامرأة حبلى أن تهزّ جذع نخلة قد يزن ما بين 100 – 400 كغ، وتحتاج لعشرة رجال ليستطيعوا هزها، فكيف لامرأة تلد أن تفعل ذلك؟!!
فالقصة ليست منطقية، أضف أن اسرائيل _ فلسطين قبل ألفي عام لم يكن فيها نخيل ولا تمر، ولم يذكر الإنجيل في الكتاب المقدس أي لفظ للنخيل ولا للتمر، بل قاموا بزراعته فيما بعد ليثبتوا آيات القرآن.
قد يسأل أحدهم كيف كتب في الإنجيل أن الناس ألقوا سعف النخل أمام المسيح؟
الجواب: إن النخل مختلف عن النخيل الذي يثمر تمراً، فالنخل عبارة عن شجر قصير يستخدم فقط للزينة ولا يعطي أي ثمر، بينما النخيل الذي يثمر ويعطي التمر هو شجر طويل عالي، ولا يمكن لامرأة سواء كانت تلد أم لا أن تهزه لتحصل على تمر تأكله.
يدّعي الإسلام قائلين أنهم كرّموا مريم، حيث أنها المرأة الوحيدة التي لها سورة في القرآن، بينما لم يذكر القرآن أم محمد بالخير ولا نساءه! لكن علينا أن نجيبهم: من هي مريم التي يكرمونها؟ من هي مريم المذكورة في القرآن؟ من هي بنت عمران وأخت هارون وأم عيسى؟
لقد قام مؤلف القرآن بتصوير شخصية نكرة وكرمها بطريقته كما فعل تماماً مع عيسى!
بينما الحقيقة أنه لا يهمنا كمسيحيين عيسى هذا ولا أمه لأنهما مجرد نماذج مشوهة غير حقيقية لا بالاسم ولا بالمضمون عن المسيح يسوع وأمه مريم.
في النهاية، إن أردت مني كمسيحي أن أحترم دينك وقرآنك وأكرم أنبيائك، عليك على الأقل أن تلفظ قديسي الكتاب المقدس وأنبيائه بطريقة صحيحة لائقة كما دونها كتّاب الكتاب المقدس، فليس من المنطق أن تطالبني باحترامك بينما أنت تشوه مقدساتي!
مريم العذراء شخصية تشرّفت بولادتها للرب ولم تكن يوماً خجلة ذليلة أمام قومها، هي قديسة وطوباوية بكل معنى الكلمة، وليست بحاجة لأن يأتي دين بعد 600 سنة ليرفع من قيمتها وقدرها، فلم يستطع أحد أساساً أن يحطّ من قيمتها.
هي ليست إله وليست امرأة ذليلة، هي القديسة الطوباوية (لوقا 1: 46 فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي ٱلرَّبَّ، 47 وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، 48 لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ٱتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ ٱلْآنَ جَمِيعُ ٱلْأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي)
وذلك لأن أليصابات زوجة زكريا قالت لها بالروح القدس (لوقا 1: 42 وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي ٱلنِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43 فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟)
فكانوا يرون أنها أم الرب، وهذه حقيقة ما ذكر عنها في الإنجيل.
فإن أردت وحدة أديان على أساس أن مريم تجمعنا، نقول لك أن مريم هي أم الرب يسوع المسيح، فإن كنت تشاركنا هذا الإيمان أهلاً وسهلاً بك.
أما بناء الجوامع بأسماء غريبة (مريم بنت عمران، أو مريم أم عيسى، أو أخت هارون.. الخ) هذا لا يجمعنا ولا يهمنا ولا تُشكَر عليه حتى، لأنها شخصية من اختراعك ولا تمتّ لمريم الإنجيل بأي صلة.
وتبقى مريم مثلما قال لها الملاك تماماً حين ظهر لها في لوقا 1: (28 فَدَخَلَ إِلَيْهَا ٱلْمَلَاكُ وَقَالَ: «سَلَامٌ لَكِ أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي ٱلنِّسَاءِ»).
8 / أيار / 2021